الفوركس هو سوق صرف العملات الأجنبية حيث يتم تداول العملات في العالم. يقع تداول العملات مقابل بعضها البعض في شكل أزواج. ويقع تحديد أسعار الصرف بين عملتين حسب مبدأ العرض والطلب. وبالتالي، إذا أخذنا مثال سعر صرف اليورو مقابل الدولار هو 1.5 هذا يعني أن عندما يكون لديك 1 يورو يمكنك الحصول على 1.50 دولار.
يقوم المتداولون بشراء وبيع العملات علي مدار أربع وعشرون ساعة في اليوم. ولذلك فإن سعر الصرف يتغير باستمرار تبعا للعرض والطلب لعملة معينة. لكن هذا النسق من التداوال بعتبر حديثا و مر بعديد من التحولات.
قبل عام 1944، كان من المستحيل شراء الدولار مقابل اليورو. حيث تم استخدام الذهب كمرجع في جميع التبادلات (العملات قابلة للتحويل إلى الذهب فقط). خلال هاته السنة عقد مؤتمر بريتون وودز من أجل ضمان الاستقرار الاقتصادي بعد الحرب. تم خلال هذا المؤتمر الإتفاق علي مبادئ أساسية لسياسة النقد الدولية:
- إنشاء البنك الدولي للإنشاء والتعمير
- إعتبار الدولارالعملة الوحيدة ااقابلة للتحويل إلى ذهب و تم تحديد سقف سعر صرف العملات الأخرى مقابل الدولار بنسبة + - 1٪.
|
حجم معاملات الصرف الأجنبي 1992 - 2010 |
تواصل هذا الحال إلي حدود سنة 1992، حيث ظل معدل صرف العملات ثابتا (أو ثابتا بالنسبة إلى العملة الأساسية). و تحرص البنوك المركزّية على التأكد من أن تذبذب سعر الصرف في المجال الذي كان قد حدد (من + - 1٪). ولا يمكن أن تتجاوز أسعار الصرف السقف المحدّد إلاّ إذا قررت الدولة خفض أو رفع قيمة عملتها وذلك بالإعتماد علي احتياطياتها من النقد الأجنبي.
من الناحية الفنية، يمكن أن يقع الضغط علي أحد العملات في سوق الصرف الأجنبي إذا كان سعرها مرتفع جدا أو منخفض جدا. وهذا هو ما حدث في عام 1992، والتي كانت نقطة تحول كبرى للسوق صرف العملات الأجنبية.
جورج سوروس كان يجد أن سعر صرف الاسترليني عالي جدا فقرّر أن يبيع الاسترليني على نطاق واسع بقيمة 10 مليون دولار. لم يكن بنك انجلترا لديه ما يكفي من الاحتياطيات للحفاظ على سعر الصرف فإضطر لخفض سعر الصرف. وقد جني جورج سوروس أكثر من 1 مليار دولار على الصفقة ممّا جعل اامحلّلين يطلقون عليه اسم "الرجل الذي فجّر بنك انجلترا." هوجمت العملات الأخرى أيضا في السنوات التالية مما دفع البنوك المركزّية للتخلّي عن نظام السعر المحّدد وهو النظام الحالي للسوق.
يتم تحديد سعر عملة مقابل عملة أخرى في الفوركس حسب حجم العرض والطلب. يتمّ تداول العملات 24 ساعة علي 24 و 7/7 ولكن. لايمكن للأفراد لاتداول خلال عطلة نهاية الأسبوع (بسبب تقلص السيولة)، في حين يواصل السوق عمله بالنسبة للبنوك المركزية والبنوك التجارية والتي تعتبر الجهات الفاعلة في الفوركس . تضهر العديد من الفجوات السعرّية في افتتاح السوق مساء يوم الاحد على منصات التداول المختلفة الأفراد.
و يعتبر الفوركس سوق عالي السيولة حيث أنّ حجم التداول اليومي هو في حدود 4،000 مليار دولار، مما يجعله ثاني أكبر سوق من حيث حجم التداول.
وقد بلغ في سنة 2013، متوسط حجم معاملات الصرف الأجنبي 5300 مليار دولار يوميا، مقابل 4000 دولار في عام 2010 حسب إحصائيات بنك التسويات الدولية (BIS) الذي يعدّه كل ثلاث سنوات. ويلاحظرأنه بين عامي 2007 و 2010، قد نمى حجم التداول في الفوركس بنسبة 19٪، ولكنه لا يمكن مقارنته مع القفزة المسجلة ب30٪ في السنوات الثلاث الماضية. هذا النمو يرجع أساسا إلى سياسات بنك الاحتياطي الفيدرالي وكذلك إلي العديد من البنوك المركزية الأخرى التي ضخّت المليارات من السيولة في الأسواق المالية. وقد شهد اليورو تقلّص حصته في السوق إلى 33.4٪ مقابل ما يقرب من 40٪ في عام 2010، وقد كان هذا الانخفاض في صالح الين، والتي يمثل الآن 23٪ من العمليات اليومية، وكذلك العملات الناشئة مثل البيزو المكسيكي والرنمينبي الصيني.